قاعدات ليه

موضوع: قاعدات ليه الخميس 29 نوفمبر 2012, 3:22 pm

التفاصيل

نشر بتاريخ الأربعاء, 04 تموز/يوليو 2012 13:00

اضطررت لاستشارة الأخ دكتور سعد زميلي الكاتب بهذه الصحيفة ومولانا الأخ على جاويش المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان وزميلي في العمل في السبعينيات من القرن الماضي حول واقعة الصحابي الذي كان «مفلِّس» واشتكى للنبي صلي الله عليه وسلم، والذي أمره بالزواج.. ولكن الرجل ازداد فقراً و«فلساً» وجاء مرة أخرى ليشتكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والذي للمرة الثانية اقترح عليه أن يتزوج.. والرجل فعلاً تزوج وازداد فقراً و«فلساً» وجاء ليشتكي للمرة الثالثة ويأمره النبي بالزواج فتكتمل زوجاته إلى أربع زوجات بالتمام والكمال...
وتقول قصة الحديث الصحيح إن الزوجة الرابعة الجديدة عندما قدمت إلى النساء القدامى وجدتهن «قاعدات» ساكت.. وسألتهن «إِنْتَن قاعدات ليه؟!» فقلن إنهن «فقرانات» و«مفلسات» و«ما عندهن حاجة» ويعتمدن على الزوج «الواحد» الذي يذهب للاحتطاب ثم يعود في نهاية اليوم ليقتسمن معه ما يحصل عليه في «اليومية».. والزوجة الجديدة اقترحت عليهن أن يحضرن حبالاً وفؤوساً وقادت كل النسوة إلى الاحتطاب وأوقدن النيران وأقمن مكاناً لصناعة الطعام.. وصار الناتج «القومي» خمسة أضعاف «بإضافة إنتاج الرجل».. وعاش الجميع مبسوطين جداً نظراً لدخول «كوادر» «إنتاجية» «إضافية» جديدة، ونظراً «لتحريك» القوى العاملة وهو الأمر الذي أدى إلى الاستفادة من «طاقة» النسوان المعطلة وزاد من «معدلات الإنتاجية» وارتفع دخل «الفرد» في الأسرة ومن ثم ارتفع الدخل الكلي وبالطبع زاد معه معدل مستوى المعيشة وانحسر مستوى «خط الفقر» ودخلت الأسرة في حيز مجتمع الرفاهية وتوسع الصرف بعد أن كانت الأسرة تعيش في مستوى «الانكماش» و«التقشف»....
ويلاحظ أننا قد استعملنا كل الكلمات والألفاظ والمصطلحات الاقتصادية التي ينادي بها السيد وزير المالية والسادة الخبراء في البنك الدولي ونلخص الأمر على أنه في حالة الركود الاقتصادي وعند عجز الميزانية والإفلاس العام يجب أن يخرج الناس من سياسة الانكماش والتقشف ويتحولوا إلى التوسع في الصرف لاستغلال طاقات الناس للمزيد من الإنتاج والذي سوف يؤدي إلى مجتمع الرفاهية. ومن الضروري أن نقول إن سياسات التقشف والانكماش التي تعوِّل عليها وزارة ماليتنا هذه الأيام ومن ورائها البنك الدولي لن تقودنا إلى الخروج من الأزمة بل على العكس تماماً فإن سياسة التقشف والانكماش سوف تؤدي إلى المزيد من التوتر والركود وقلة الإنتاج وانعدام البيئة المنتجة وغياب كوادر الإنتاج.. والمطلوب الآن أن تتجه الدولة نحو التوسع بدون تردد والمزيد من «الصرف» وأن ترفض روشتة البنك الدولي وأن توجه الصرف نحو الإنتاج الزراعي والصناعي لتحريك الكوادر البشرية في كل الاتجاهات وبالتالي يتم خلق مجتمع الحركة والرفاهية والإنتاج الكبير ولندع الدولار يرتفع زي ما عايز ونترك التضخم يصل السماء. فيا سيدي وزير المالية ويا سيدي محافظ البنك المركزي اطبعوا نقوداً كثيرة ولا تهتموا بما يقوله خواجات البنك الدولي ووجهوا البنوك نحو الصرف على الإنتاج وتمويل القطاع الزراعي ولو بالخسارة على طريقة المدرسة الروسية لأن هذا سوف يزيد الإنتاج في ظل موسم مطري مبشر وسيحدث الفرج بعد أربعة أشهر من الآن إن شاء الله وعندها يمكنكم تصدير المنتجات والحصول على الدولار والهبوط بأسعار النقد الأجنبي.
وياسيدي النائب الأول ورئيس المجلس الأعلى للنهضة الزراعية نتوقع منك أن تحفِّز الجهاز المصرفي على تمويل القطاع الزراعي ولو بالعجز لغرض الإنتاج والإنتاج للصادر وهو المشروع الذي بدأتموه هذا العام والذي يحتاج من البنوك إلى توسيع مواعين الصرف حيث يعتبر التقشف والانكماش من أسوأ عوامل عرقلة الإنتاج.. وبهذه المناسبة لا بد من تحريك القطاع النسوي في السودان والذي يبدو أن مساهمته في الإنتاج ضعيفة إن لم تكن معدومة خاصة في المدن حيث يسكن ثلاثة أرباع المواطنين و«70%» منهم نساء وبنات قاعدات ساكت

منقول...

عضو عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 05/12/2012

موضوع ممتاز جدا شكرا السيد
نائب المشرف العام